مسآء الخير والحلم
..المكان : مستشفى مسقط الخاص ..
الزمان : صبآح السبت ..
و6 ساعات من الحلم .. لن تُنسى .. ولن تتكرر ..!
لم استطع النوم ليلة الأمس كنت أرسم تخيلا ً عن الغد وكيف سيكون ..
حاولت أن أرسم شكلا ً لكل الأشياء .. ولكنها كآنت أجمل حين حدثت ..
اليوم سندخل لأول مرّة إلى المستشفى كأطباء متدربين .. اليوم نحن هنا بصورة
رسمية من أجل
الحلم الذي كنا نريده منذ وقت طويل ..
لا أعلم لم كنت آخر الواصلين إلى مكتب مس.مها التي سوف تأخذنا للمستشفى حتى نبدأ أولى
خطوات الحلم ..
قالت لنا قبل أن نخرج من مكتبها .. لم تعودوا اطفالا ً بعد اليوم !
أكانت تعني ذلك حقا ً ؟ أريد أن اصدق .. اليوم أنا اريد قوة لتجعلني اصدق كل هذا ..
وصلنا إلى المستشفى .. لم يكن بعيدا ً جدا ً بمقدار رغبتنا تماما ً في الوصول بتلك
السرعة !
دخلنا من بوابة المستشفى ولا اعلم شعرت بشعور جميل جدا ً رغم أنها ليست المرة الأولى
التي آتي فيها كمتدربة ولكنني اليوم أحمل اسم كليتي وآتي إلى هنا بصورة رسمية .!
مع أولى خطوة لي هناك قلت " اللهم ادخلني مدخل صدق " ..
ومشينا ..
استلمنا جدول العمل .. أول النشاطات اليوم حضور عملية يجريها أحد الأطباء المتمرسين ..
واخيرا ً .. وجود تقول لي سنراهم كيف يفتحون مريض !
قالت لها زميلة اخرى .. ههه ليست بتلك البساطة .!
بعد غرفة تبديل الملابس توجهنا بملابس الجراحة نحو مكان العمل واجراء العمليات ..
استقبلتنا عجوز ألمانية عرفت ذلك من لهجتها الانجليزية الغير واضحه واخذت تحدثنا
عن الجراحة
بتفصيل ممل .. ربما سنوات عملها الطويلة جعلتها تنسى ذلك الحماس الذي يسكن طلاب السنة
الثالثة وكيف انهم لا يرغبون سوى بالهجوم على غرفة العمليات لأنهم منذ 3 سنوات يسمعون الكثير
من الكلام عن غرفة الجراحة وقد سمعوا ما يكفي .!
هاجر تقول أنا خائفه اذا كان هناك الكثير من الدماء سوف اخرج .!
وقفنا الى جانب من غرفة العمليات وذلك الطبيب يجري العملية ويتحدث
فهمست في اذن صديقتي " مثل جرايز اناتومي ! أنا فكرتهم يخافوا يتكلمو ! غرفة العمليات
هادئه اكثر مما توقعت "
كانت ثقة ذلك الطبيب كبيرة لتجعل ذلك الهدوء يعم المكان
اليوم أنا من حقي أن اطرح الأسئلة التي اريد .. اليوم أنا استطيع الإقتراب من المرضى
اليوم.. أنا طبيبة كما اردت دائما ً !
كنا اول مجموعة تحضر العملية كاملة ..
وخرجنا ..
غرف العناية المشددة .. غرفة الطوارىء .. وكل مكان في ذلك المستشفى احببته !
بعد أن انهينا جدول الأعمال المقرر جائتنا قائدة المجموعة بفكرة
" جميل لو أننا استطعنا أن نحضر عملية اخرى "
وأنا اقول " أكيييييييييد "
جدول العمليات اليوم مزدحم .. سيقومون بإجراء عمليات اخرى كثيرة ونحن من حقنا اليوم
أن نشاهد كل شيء .!
في القائمة 12 عملية يمكننا الدخول ومشاهدتها .!
ذهبنا إلى قسم الجراحة مرة اخرى دون تفكير ... قرننا أن نقوم انا وقائدة المجموعة بالتحدث
إلى المشرفة لأن ذلك يحتاج إلى اقناع .!
ذهبت لتستأذن من الجراح الذي سيجري العملية ما اذا كنا نستطيع الدخول أو لا
وحينها قلت لصديقتي " اخر ما اريد سماعه اليوم .. sorry we can't "
ووافق الطبيب .. !
خرجت للمجموعه ودموعي تسبقني .. لقد وافقوا ..
سنحضر عملية اخرى .. سناقبل جراحا ً اخر .. ومريض اخر .. سنطرح الكثير من الأسئلة
مرة اخرى .!
يااااه .. والسماء تمطر اليوم احلاما ً جميلة.. و كلها تتحقق حين تصل للأرض .!
اتعلم تلك المشرفة أي ّ فرح جاءت به إلينا ؟
دخلنا غرفة تبديل الملابس .. ودخلنا للعملية شخصين كل مرة خوفا من حدوث ازعاج
لأن العملية كانت دقيقة جدا ً ..
انتهى اليوم الجميل و الساعة تشير للثانية والنصف ظهرا ً ..
إلتقيت بالمشرفة مرة اخرى لتوقيع حضورنا للعملية فسألتني : هل كانت تجربة جميلة ؟
قلت لها : لو كنت املك الخيار لبقيت هنا
فأبتسمت .. اخذت ورقتي وذهبت عنها ..
خرجنا من المستشفى وكل شيء فيه اصبح يسكننا ..
جميلة هي الأحلام حين تتحقق .. جميل أن نشعر أننا نستحق الحلم الذي حلمنا به ..
وسيخلد هذا اليوم في ذاكرتي .. للأبد ..
دمتم بخير
..
